تامر الصمادي – الأردن – عشرينات- 6/4/2008
</TD>[td width="2" vAlign="bottom"][/td]</TR></TABLE>
"سنواجه معركة كبيرة في ظل الضغوطات السياسية التي تحاول حماية النهج الاقتصادي السائد في الأردن، وسنواجه عقبات ومصاعب كبيرة أيضا في ظل قانون الاجتماعات العامة وقانون الانتخاب، نحن فقدنا الأمل بأشكال التصحيح التي وعدنا بها من قبل الحكومات المتعاقبة، والأمل الآن معقود على أبناء الأردن الأحرار".
هذه العبارات لم تصدر عن أحزاب المعارضة في الأردن أو القيادات الشعبية التاريخية، إنما صدرت عن مجموعة من طلاب وطالبات الجامعات الذين أرادوا أن يكون لها دور إيجابي وفعال، وأن يوصلوا رأيهم الحر والجريء في كل ما يحدث من أزمات اقتصادية يتكبدها المواطن بالدرجة الأولى، مشّكلين ما يسمى بحملة "لا" لرفع الأسعار. توعية الأردنيينالحملة انطلقت في عام 2007 وهدفها الأساسي - بحسب أصحابها- توعية الأردنيين مما يصفونه بـ"خطر السياسات الاقتصادية التي ترفع الأعباء عن الأغنياء وتلقيها على كاهل الفقراء".
وتهدف الحملة أيضا إلى"خلق حراك شعبي واع، ليس ضد رفع الأسعار فقط، وإنما ضد النهج الاقتصادي الذي تمارسه الحكومات المتعاقبة، ضمن إطار تحالف الطبقة الحاكمة مع وكلاء رأس المال الأجنبي".
ويرى أعضاء الحملة أنه لم يعد أمام الشعب الأردني الآن سوى خلق حالة شعبية احتجاجية ضد كل سياسات رفع الأسعار، انطلاقا من "أن كل المبررات الحكومية التي تم ذكرها على مدى السنوات السابقة ابتداء من تبني مشرع التصحيح الاقتصادي والارتباط بالمؤسسات الدولية، هي مبررات واهية وضعيفة..".
وتطالب الحملة الجهات الرسمية بأن "يعود للدولة دور في رعاية شؤون المواطن الاجتماعية، ودور آخر في تأمين الصحة والسكن وتأمين الحاجات الأساسية للمواطن".
كما تنادي الحملة بـ"تغير النهج الاقتصادي، وأن يلغى ارتباط الدينار بالدولار، وأن يتم التركيز على مبدأ الضريبة التصاعدية والابتعاد عن جيوب الفقراء وهم الشريحة الأكبر في المجتمع".
ويؤكد الفريق الشبابي أن هناك "مضايقات حكومية وضغوطات تمارس على عدد من أفراده، حيث تعرض اثنين في فترة سابقة للاعتقال أثناء توزيعهما لعلبة كرتون ألصق عليها رغيف خبز كتب عليه، الخبز خط أحمر".
حراك شعبيحول المنع الحكومي للنشاطات التي ينظمونها يقول الشاب محمد فرج قيادي في الحملة: "المنع الذي نتعرض له هو عملية قمع للحراك السياسي حتى يتم إبعاد الأنظار عن النهج الاقتصادي السيئ الذي أفقر شريحة واسعة من الناس، ونحن كشباب أردني نرفض هذا النهج، ونقول لا لسياسات الخصخصة، لا لبيع موارد الشعب، المطلوب حراك شعبي واسع، لهذا أتت حملتنا لخلق حراك شعبي يناضل بأدواته السلمية لخلق قاعدة شعبية حقيقية ضد هذا النهج الاقتصادي..".
ويرى شباب الحملة أن الحكومة لم تتجاوب مع مطالب الشعب الأردني منذ سنوات طويلة، مشيرين إلى أن "الذخيرة الأساسية لحملتهم" هي الشعب الأردني.
المعركة باعتقادهم تدور رحاها اليوم بين كل من يقول "لا لرفع الأسعار، وفي المقابل كل من يقول نعم لارتفاع الأسعار وتكريس النهج الاقتصادي السائد".