تستطيع المرأة السورية أن تحمل لقب جدة وهي في سن الـ30 بل قد تشاهد أحفاد أحفادها، ورغم أن الكثير من السوريات يعتبرن ذلك شيء جيد إلا أن زواج الفتاة في سن مبكر يحرمها من أشياء كثيرة على رأسها استكمال دراستها.
وتوارثت الأجيال عادة الزواج المبكر فهم يرون أنهم بذلك يحصنون الأبناء لكن كثير من الشباب كان لهم رأيا آخر فهذه ربا سلامة في السنة الثانية بمعهد للمحاسبة تقول: "الفتاة السورية محكومة بتقاليد وعادات تفرض عليها الزواج في سن الخامسة عشر فما فوق والتي تصل إلى سن العشرين تقل فرصها في الحصول على شاب غير متزوج ولذلك نجد أن فرص السورية في إكمال دراستها صعبة إذ تنشغل بالزواج ومهامه والمسؤوليات الأخرى من ولادة وتربية للأبناء".
ويوضح رامي الحلاج (22 سنة خريج آداب فرنسي) الأسباب التي تجعل الشباب يفضلون الزواج من فتاة في الـ15 قائلا:"اغلب الأمهات هنا بالشام ترغب بتزويج أبنائها من الفتيات الصغيرات كي تتطبع الزوجة بعادات أهل الزوج وتكون مطيعة ويرون أن الفتاة التي تكبر في العمر وتتكامل شخصيتها قد تتعامل مع زوجها الند بالند وتكثر المشاكل مع أمه". المستقبل في الزواجسوزان شيخو (25 سنة مدرسة انجليزي) ألقت بالمسوؤلية على الأسر السورية وتقول:"إن اغلب بنات الشام يرغبن بإكمال دراستهن ولكن معظم العوائل ترى أن مستقبل البنات في الزواج و الإنجاب فتبقى البنت حائرة بين إكمال الدراسة أو الزواج وإذا ما جاءها الشاب المتمكن ماديا طبعا تختاره".
وبعد أن فاتتها فرصة التعليم تؤكد رقية الشعار(45 عاما) أن تعاملها مع بناتها مختلف وتقول:"تزوجت في سن صغيرة جدا وحرمت من التعليم ولذا أخطط لأن يكون مستقبل بناتي أفضل وأشترط على أي عريس يتقدم أن يسمح لها باستكمال الدراسة الجامعية".
وبعكس الفكرة المأخوذة عن الشباب فان أسامة الجزائري( 29 عاما وخريج كلية الإعلام) يفضلها متعلمة ويقول:"أنا مع فكرة إكمال البنت لدراستها ثم تبحث عن الزواج لان من الصعب أن تجمع بين الاثنين أما الكلام المنتشر بان البنت أذا أكملت دراستها تكبر بالسن ولن تجد النصيب الجيد فهذا من الغيب ويخضع الأمر لتقدير الله عزوجل وكله حسب النصيب".
نسبة طلاق أقل المحامي احمد التوفيق يرى أن من أهم الأسباب التي تجعل نسبة الطلاق أقل في المجتمع السوري بخلاف المجتمعات العربية الأخرى هو الزواج المبكر،حيث تألف للفتاة عادات زوجها وتنسجم معه بسهولة، وتسعى إلى توفير كل سبل الراحة له وتحافظ على كيان أسرتها.
ورغم أن باسل محمد( 29 سنة ماجستير اقتصاد) عاش في الخليج إلا أن جنسيته السورية كانت لها تأثير علي أفكاره ويقول:"رغم أني ولدت في الخليج ألا أني أخذت عادات أهلنا في الشام حيث تزوجت قبل عشر سنوات من قريبتي التي هي اصغر مني بخمس سنوات وبنفس السن التي تزوج بها والدي من والدتي وهذا يجعل الجد يرى أحفاده يتزوجون وينجبون وربما يرى أكثر من جيل من أجياله يفرح بهم وهو على قيد الحياة ".