"نحو أردن خال من الجوع عام 2015".. شعار بدأ تحقيقه على ارض الواقع من خلال هيئة خيرية تقدم خدماتها للفقراء و المحتاجين ثم تستعين بهم في عمل الخير بعد مرورهم بدورات تدريبية عديدة.
فللسنة الثالثة على التوالي تستمر الهيئة التي تحمل اسم "تكية أم علي" في تقديم الوجبات الغذائية والخدمات الإنسانية للفقراء والجياع، وتقدم التكية يوميا ما يزيد عن 3500 وجبة إفطار ضمن حملة رمضان تستهدف إطعام 100 ألف فقير.
وفكرة التكية أصيلة وضعتها الملكة علياء زوجة الملك الراحل حسين بن طلال واستمدت من التاريخ الاسلامي وعبر القرون. حافظت بعض أبرز العائلات في العالمين العربي والعثماني على استمرارية التكايا مؤكدة على العلاقة الوثيقة بين مفهوم العبادة ومد يد العون للمحتاجين.
وتأسست التكية عام 2002 ببنى جديد يستلهم التراث الإسلامي وأطلقت مجموعة من البرامج الخيرية استهلتها بتوزيع الوجبات الغذائية وتحديداً خلال شهر رمضان المبارك حيث يكون صيام المؤمنين انضباطاً دينياً وتواصلاً روحياً مع الفقراء. وأقيمت التكية في قلب أماكن تواجد الفئات الأقل حظاً في العاصمة. ولا يقتصر دور التكية فقط على توفير الطعام للمحتاجين بل يمتد لتوفير الملابس ولوزام المدارس وتوزيع الاضاحي وتوفير برامج غذائية متنوعة مقرونة بتوفير برامج تدريبية وتشغيلية تمكن الفقراء من الاعتماد على الذات والمساهمة بفاعلية في المجتمع من أجل عيش كريم.
ويقول إيهاب الذيب مدير عام " تكية ام علي " أن الخدمات الخيرية تقدم بأيدي المنتفعين أنفسهم بعد تدريبهم على عملية الضيافة وإعداد الطعام وهذا يعتبر جزءا من برنامج تدريبي تقدمه التكية هو برنامج التدريب والتشغيل.
وتقوم التكية من خلال هذا البرنامج بالمساعدة في إيجاد فرص عمل للفئات الفقيرة من خلال تدريبهم في عدد من المجالات منها تحضير المواد الغذائية و تسويقها وذلك بإشراف مختصين من التكية لتطوير مهاراتهم الفنية بهدف رفع مستوياتهم المهنية والإدارية ولجعلهم يعتمدون في النهاية على أنفسهم في لقمة العيش
الفقر بالارقام !وتشير آخر الإحصاءات الرسمية بحسب وزارة التخطيط ان نحو 770 ألف مواطن يعيشون تحت خط الفقر في الأردن وان 14% من السكان يعانون نقصا
شديدا في الإمكانيات واحتياجات الحياة الأساسية. حيث ان 20 منطقة مصنفة رسمياً كجيوب للفقر في المملكة.
وتبلغ نسبة الفقر في بعض التجمعات السكانية في المملكة نحو 80 % وهي أعلى بين الأسر التي تتولي شوؤنها نساء منفصلات عن أزواجهن وكذلك المطلقات ويتبعها الأرامل.
والمثير أن خط الفقر الرسمي هو 26 ديناراً للشخص في الشهر وتظهر الإحصائيات جميعها أن الفقراء يعانون من مشاكل عديدة بالإضافة إلى الفقر، منها النقص في التعليم وقلة الرعاية الصحية وازدياد في معدلات الأطفال المعالون عما هو الحال في باقي طبقات المجتمع.
فكرة عثمانية وبحسب مدير معهد بيت الحكمة في جامعة آل البيت، فإن العالم الإسلامي عرف نوعين من التكية: التكية/الزاوية الصوفية التي تقدم المبيت والطعام للمتصوفة، بالإضافة إلى اشتمالها على قاعة لحلقات الذكر والشعائر الأخرى، والتكية/العمارة التي تقدم وجبات الطعام المجانية للمحتاجين في المدينة.
ويمكن القول أن نواة هذه المنشأة الجديدة (التكية/العمارة) قد برزت في وقت واحد تقريباً (القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي) في بلاد الشام والأناضول.
وتجدر الإشارة إلى أن السلطان سليم الأول أمر خلال وجوده في دمشق عام 923هـ/1516م بإنشاء أول تكية/عمارة من هذا النوع في دمشق (التكية السليمية) مقابل الجامع الذي أنشأه فوق ضريح محي الدين بن عربي، التي لا تزال تعتبر من أقدم النماذج في المنطقة.
وكانت هذه التكايا تتألف من قاعتين واحدة للرجال وأخرى للنساء ومطبخ وفرن ومخزن للمؤن، وتقدم فيها مئتا وجبة مرتين في اليوم (للغداء والعشاء) حيث كانت تتألف الوجبة من رغيف خبز وصحن شوربة مع قطعة من اللحم.وبعد هذه التكية تأسست عشرات التكايا في المنطقة (في دمشق والقدس وحلب والموصل وبغداد الخ) وبذلك أصبحت التكية/العمارة من أهم إسهامات الحضارة العثمانية الإسلامية، حيث كانت قد انتشرت قبل ذلك في البلقان وأصبحت تنتزع إعجاب الرحالة الأجانب بما يرونه من الخدمات التي تقدمها مثل هذه المنشآت.
البوابة 
موضوع: الأردن بلا جوع مع ..(تكية أم علي)! 
2008-04-09, 15:07
